الكود الفا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل }

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن
مراقب عام
مراقب عام
عبد الرحمن


ذكر عدد الرسائل : 804
العمر : 39
العمل/الترفيه : لاعب كرة
المزاج : I DON\\\\\\\\\\\\\\\'T KNOW
أوسمة : قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } W4
تاريخ التسجيل : 10/03/2008

قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } Empty
مُساهمةموضوع: قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل }   قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } I_icon_minitimeالإثنين أبريل 14, 2008 12:38 pm

الفصــــل الثاني

هـــــــذا الحب كقصر بني حجرا مودة وحجرا رحمة تعانق بعضهـــا بعضا ، وهو قصر أبيض لا يرى من بخارجه إلا سماحته أما من بداخله فغارق في ألوان من السحر والجمال تتلألأ بنور ينبعث منها .
هــذا الحــــب الكبير بركان ثـائر يخرج ثمين المعادن بغير أن تلاحظ لهيــب الحمم ، وهذا الحب كرياح شديدة لا تقتلع إلا خبيث النبات ولا تهز إلا خراب المنازل .
هذا هو حب نادرة لزوجها فكيف لا تسافر للبحث عنه وإن كلفها ذلك روحها ، ومهما واجهــــــت من تحديات حتى لو حفرت الأرض بأظافرها وأسنانها أو نحتـــت الصخور فما أضعفها أمام قوة حبها .
لم يجدوا بدا إلا أن يرسلوا نادرة وابنها محمـــد مع عبد الله أخيها وهو مكلف ببلد آخر في أفريقيا .
وفي الطائرة كانت رحلة طويلة وشاقة تذكــــرت فيها وهي تضم محمدا إلى صدرها كل ما مر بها وزوجـــــــها وحتى استطاعت أن تقنع الكثيرين بانضمامها إلى فريـــق أسد .... عبد الحليم وزهيرة .
وعند الوصول إلى العاصمة الإفريقية انطلقت بهــم السيارة إلى الميناء وأبحروا في مركب إلى الجزيرة ، وكانـــــــــت طوال طريقها مثل ورقة سقطت عن شجرة ففقدت الحيـاة ، وعندما نزلت على أرض الجزيرة كانت تمشـــــي بحــــذر وتنظر في كل اتجاه إن هذه الأرض هي التي اختفــــي فيها زوجها كأنما ستبتلعها . دق قلبها بشدة وهي تضم طفلهــــــا إلى صدرها .
مشت في شوارع غير منتظمة إنها واحدة أخرى من فريـق الأطباء الطيبين .... عرفوها من حجابها الفضفاض الــــذي تعلموا أنه من فرائض الإسلام على المرأة كانت المنــــازل توحي بفقر شديد ولكن كثيرا ما تجد مكتوبا على حوائطــها " لا إله إلا الله محمد رســول الله " أحست بما يحمله هؤلاء الناس من فخر يملأ قلوبهــم بدينهم وبعزة الدين الجديد على هذه الجزيرة ، هنا خطر لها أن زوجــــها فقــــد هنا أيضا ، تحيرت وقالت في نفسها : لابد أن الأمور ستنجـــلي قريبا .
كانت المنازل تنقطع أحيانا فتبدوا أراض زراعية ثـم تظهر المنازل من جديد ولم تكن مفاجئة كبيرة عندما رأت مئـذنة وسمعت الأذان يرتفع منها يشق سكون الجزيرة وهدوئها ، ويتهافت كثير من الرجال وقليل من النساء ليشهدوا صـلاة الظهر .
دخلت المسجد المخصص للنساء وصلت ثم قعـــدت تنظــر حولها لبعض النساء وكيف يصلين ؟! كــــان أغلبهــــن من الشابات ... وكانت صلاتهن رائعة ... وكانــــــت إحداهــن ساكنة جدا ... لا تكاد ترمش ... وقد خشعت كل جوارحها .
وأقيمت الصلاة بالعربية كما كان الأذان ... وصلوا جميعــا وكان صوت الدكتور عبد الحليم واضحا في التكبيرات وما إن انتهت الصلاة حتى أسرعت الدكتورة زهيرة تقعد فــــي مواجهة النساء وتتحدث إليهن بالعربية بغير أن تــحاول أن توضح شيئا بالإنجليزية أو اللغة المحلية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نرحـــــب بأختنا الدكتورة نادرة زوجة الدكتور أسد الذي عاش علــــــى هذه الجزيرة وبين أهلها زمنا ... ولقد جاءت لتبحث عن زوجها الذي فقدناه منذ فترة ولم نعرف عنه شيئـا .
وانطلقوا بعد صلاة السنـــــة إلى منزل الدكتورة زهيرة ولم تعد الأمور غريبة فلقد سكنــــــت نفسها وهي تصلي بجوار أخوات لها في الله وفي ظل بيت الله ، ورحبت بها الدكتورة زهيرة كثيرا ولكن هناك سؤال واحد تردده نادرة :
- أين زوجي ؟!
- دكتورة نـــــــادرة من غير الممكن بعد كل هذه الرحلة أن تكوني مستعدة لشيء غير الراحة .
- دكتورة زهيـــرة من غير الممكن أن تظني أنني أقطع كل هذا الطريق لكي أستريح .
- إذن سأقص عليك الآن ما حدث .
أخذت الدكتورة زهيرة نفسا عميقا ثم واصلت حديثها : وصل الدكتور أسد إلى الجزيرة منذ شهور ... ولم يكن فيها مسلم واحد ... واستعان بالله عز وجل وجعل يعمل بالمركز الطبي ، ويدعو من يتــوســـــم فيهم الخير من الشباب حتى اعتنق الإسلام أول شــاب .
لقد كان مريضا يتردد علـى الدكتور بالمركز ، وكان يسقيه الإيمان قبل أن يسقيه الــــــــدواء وكانت المفاجأة أن الشاب
- والذي صار اسمـــــه عبد الرحمن - يقص على أبيه وأمه وإخوته كل ما يسمعـــه من الدكتور حتى جلسوا جميعا إليه في منزلهم وشهدوا الشهـــــــادتين واعتنقوا الإسلام بالرغم من أن الدكتور لم تجر على يديــــــــه كرامات ولم يكن منه شيء خارق سوى ترجمة معاني القرآن .
خمسة عشر فردا من أسرة واحدة . فتـــح كبير من الله وهنا أعاد الدكتور تنظيم تفكيره بعد هذا الفتـــح فقــــــرر أن هذه الأسرة هي النواة الأولى ويجب أن تعد إعــــــدادا جيدا فبدأ بتعليمهم اللغة العربية والقرآن والفقه والعبادات .
وكان عبد الرحمن رفيقا دائما للدكتور ، وسرعان ما اعتنق أصدقاء عبد الرحمن دين الله الحق .
ازداد عدد المسلمين شيئا فشيئا , حتــــى إن واحدا من كبار الشخصيات في الجزيرة دخل في الإسلام عن حب قناعـــة وقد كان الناس يحبونه و يقدرونه و يكنون له كل احتــرام . عندئذ فكر الدكتور أسد في بداية الدعوة العامة عن طــريق عقد الدروس في الساحات والأسواق.... وكان الدكتـور أسد قد صار معروفا للجميع بخدماته الطبية و أخلاقه الكريمة , وصار المركز الطبي مركزا لنشر الدعوة .
أما بيت الدكتور أسد فأصبح ملجأ لأهــــــــل الدعوة و دارا للتربية وقيام الليل وحفظ القرآن الكريم .
استمر ازدياد العدد والارتقاء بالأفراد جنبــــــــا إلى جنب , وكان عدد المسلمين من الرجال دائما أكبر مــــن عــــــــدد المسلمات من النساء , ربما لأن الدكتور لم يكن متخصصا
في دعوة النساء ..... هنا قاطعتـــها نادرة قائلة : ولكن لماذا لم يرسل إلي ؟!
ترددت الدكتورة زهيرة قبل أن تجيــــب : ربما أن الدكتور أسد كان يخاف من شيء ما....لا أدري مـاذا أقول لك ......
ارتعدت فرائس نادرة خوفا رغم عدم وجــود ما يدعو للقلق فيما قصته الدكتورة زهيرة حتــــى الآن .
أسرعت الدكتورة زهيرة تقول: عندما وصل عدد المسلمين إلى مائة أو يزيد طلبوا من الدكتور أســـد أن يبنوا مسجدا , وكــانــت فرحتـــــــه عارمة عندما تبرع أحدهم بالأرض , وآخرون بمــــواد البنــاء و الكثيرون بجهودهم الشخصية , ولكنه استمهلهم حتى يتحــــــدث إلى بعض رجال الحكومة ويعلم إن كان لابد من تصريــح أو ما شابه. وقد كان رجال الحكومة منذ البداية على علم بكل ما يفعله من أمور الدعوة وانه لا يمتهن الطب فقط .
قالــت نادرة : لكنــــك لم تقولي ما الشيء الذي أخاف أسد .
قالت الدكتورة زهيــــرة : بعد اكتمال بناء المسجد و ارتفاع صوت الأذان من مآذنــــــه مخترقا صمت الجزيرة المعتاد ظهر شخص غريب في شوارعهــــا ، شخص كان الأجداد يعرفونه , ولكنه اختفى منذ زمن بعيـــد حتى ظنوا أنه مات في معبده الذي يقع فوق الجبل .
فتحت الدكتورة زهيرة النافـــــذة وأشــــــارت إلى مبنى بدا صغيرا جدا فوق الجبل من هذا البعد .
تناولت نادرة منظارا أعطتها إياه الدكتــورة زهيرة وأخذت تنظر بدقة إلى كل أجزاء المبنى , بينمـــــا الدكتورة زهيرة تواصل حديثها : إنه رجل طاعن في الســن وهو كاهن هذا المعبد الذي تنظرين إليه ونحن نعلم أن عــــــــددا كبيرا من سكان الجزيرة لا يزالون يتبعون هذا الدين الوثنــــــي الذي يدعوا له هذا الكاهن ويعبدون هيكلا ضخما لرأس إنســــان ولهم طقوس غريبة كما أننا نظن أن هذا الرجل ومساعديـه يعملون بالسحر فقد سمعنا من الناس هنا حــكـــــايات عــن أحوال غريبة وأشياء غير مألوفة غالبا هي من أعمــــــــال السحرة .
لقد اختفـــى - بعد ظهور هذا الرجل - عدد من المسلمين لم يكن آخرهـم الدكتور أسد ورفيقه الدائــــم عبد الرحمـــــن .
قالت نادرة : إذن فزوجي في هذا المعبد .
قالت زهيرة : نحـــــن لا ندري قي الواقع فهذا الجبل خطر جدا وكذا المعبد وطــــريقة حراسته ، أنظري إليه إنه يبدوا كقلعة ... كما أن الناس هنا يعتقدون أن من في المعبد ليسوا أناسا عاديين فهم ليسوا في حاجــــة إلى طعام أو شراب فلا أحد يراهم ينزلون إلى الجزيــــرة لجلــب أيـــة حاجات مما يحتاج إليها الناس ولا أحد يجرؤ على الصعود طبعا إلا من يسمح له .
قالت نادرة : لابــــــد أن هناك شخص ما يمكنه الدخول إلى هذا المعبد دون أن يثيــــر شكوك أحد فبرغم صعوبة الأمر إلا أن هؤلاء الذين في الداخــل لا يمكنهــــــم الانفصال عن العالم تماما قالت زهيرة أنا هنا منذ شهرين ومـعـي الدكتور عبد الحليم ولم نتوصل إلى شـيء بهذا الشأن وأنت سرعان ما ستعرفين الجميع وربما تتوصــلي إلى ما لم نتوصل إليه نحن .
ستعمليـــــــن كطبيبة أسنان فالكثيرون هنا تؤلمهم أسنانهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غرام احباب
مشرف منتدى الادب
مشرف منتدى الادب
غرام احباب


ذكر عدد الرسائل : 40
أوسمة : قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } W1
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل }   قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } I_icon_minitimeالأربعاء مايو 14, 2008 5:29 pm

مشكووور عبد الرحمن على المشاركة الأكثر من رائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل }   قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل } I_icon_minitimeالسبت مايو 17, 2008 6:32 pm

مشكوووور Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قاهرة الجبل ( الفصل الثاني ) { بقلم / د. أسامة الطويل }
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكود الفا :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: